في عالم مليء بالابتكار والتكنولوجيا، تبرز شخصيات نادرة تترك بصماتها العميقة في مجالاتها، وأحد هؤلاء هو كيفن سيستروم، المبرمج ورائد الأعمال الشهير الذي قام بتأسيس «إنستجرام»، والتي تعد واحدة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العصر الحديث.

ولد كيفن سيستروم في 30 ديسمبر 1983، في بلدة هولتون بولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ نعومة أظفاره، كان سيستروم يتمتع بشغف كبير تجاه عالم التكنولوجيا والبرمجة. وقد حافظ على هذا الشغف طوال حياته. وحتى عندما انضم إلى جامعة ستانفورد لدراسة الحوسبة الرمزية، كان هذا الشغف يحتضنه ويوجهه نحو النجاح في مجاله المفضل.

بدأت مسيرة كيفن سيستروم المهنيــــة فـــي شركة «غوغــل»، حيث عمل كمهندس برمجي. وكانت هذه الفترة هي البداية لرحلته نحو فهم عميق للتكنولوجيا والتطبيقات الناشئة. ولكن الحماسة والطموح اللذين يملكهما سيستروم دفعاه للمزيد، فقرر أن يشق طريقه الخاص في عالم ريادة الأعمال.

في عام 2006، شارك كيفن سيستروم في تأسيس شركة «بيربن»، وهي منصة للتواصل الاجتماعي تركز على المواقع الجغرافية. ومن خلال تجاربه وتعلمه من هذا المشروع، أتته فكرة إنشاء تطبيق يسمح للمستخدمين بمشاركة الصور وتطبيق مرشحات عليها لتحسين جودتها، وهو ما أدى في النهاية إلى إنشاء إنستجرام.

في أكتوبر من عام 2010، أطلق كيفن سيستروم وشريكه مايك كرايغ «إنستجرام» كتطبيق لمشاركة الصور، ولم يمض وقت طويل حتى أصبح البرنامج ذا شعبية هائلة. ومع توسع استخدام الهواتف الذكية وزيادة انتشار التكنولوجيا الرقمية، انتشر إنستجرام بسرعة كبيرة حول العالم، وأصبح لديه ملايين المستخدمين في وقت قياسي.

في عام 2012، اشترت شركة «فيسبوك»، تطبيق إنستجرام بمبلغ يصل إلى مليار دولار أمريكي، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً لسيستروم وفريقه. ولكن بعد بيع الشركة، اختار كيفن سيستروم الاستقالة من منصبه كرئيس تنفيذي لإنستجرام في عام 2018، لكنه استمر في تقديم الاستشارات والدعم للشركة. وتجسد قصة كيفن سيستروم رحلة رجل عادي تحول إلى رائد أعمال ناجح، حيث استطاع بموهبته وشغفه بالتكنولوجيا أن يبني إنستجرام ويجعلها واحدة من أبرز منصات التواصل الاجتماعي في العالم. ومن خلال إرثه، يظل سيستروم مصدر إلهام للكثيرين الذين يحلمون بتحقيق النجاح في عالم ريادة الأعمال والتكنولوجيا.

ورغم أن سيستروم انتقل بعيداً عن الشركة التي أسسها، إلا أن إرثه ما زال حاضراً في كل جانب من جوانب التكنولوجيا وريادة الأعمال. إن تاريخه وإنجازاته تذكرنا دائماً بأن الشغف والإصرار يمكن أن يقودا الفرد إلى تحقيق المستحيل وإلى بناء مستقبل مشرق ومبهر. 

المصدر: صحيفة الخليج 

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).