في إعلان مفاجئ أمس الأحد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بيان «أنه قرر التنحي» عن الترشح باسم حزبه الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.                                         
 وكتب بايدن على منصة «إكس» أنه قرر التنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال إنه رأى أن من مصلحة الحزب أن يتنحى عن الاستمرار في الترشح باسم الحزب. وأضاف أنه «سيركز على الوفاء بمهامه الرئاسية حتى انقضاء ولايته» في العشرين من يناير 2025. كما أعلن بايدن أنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره.

ووجه بايدن التحية إلى نائبته كامالا هاريس ووصفها بأنها «استثنائية». بدورها أشادت هاريس بالقرار «الوطني» الذي اتخذه بايدن، وتعهدت بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وهزيمة دونالد ترامب. وقالت في بيان: «بهذا الصنيع الوطني المتفاني، يفعل الرئيس بايدن ما فعله طوال حياته في الخدمة: وضع الشعب الأمريكي وبلدنا فوق كل اعتبار».

وأضافت هاريس: «يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس ونيّتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به.... سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي - وتوحيد أمتنا - لهزيمة دونالد ترامب».

ومن المقرر أن يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره في الثامن وعشر والتاسع عشر من أغسطس/ آب المقبل لاختيار مرشح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية. واقترحت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة تنظيم انتخابات داخلية مصغرة لاختيار المرشح المنشود. وكانت بيلوسي نفسها أكدت أن هاريس قادرة على جمع وتأليف الديمقراطيين حولها وخوض الانتخابات الرئاسية.

وكان السيناتور الأمريكي البارز جو مانشين قد انضم أمس الأحد إلى الدعوات الموجهة للرئيس بايدن لإنهاء ترشيحه لصالح ديمقراطي أصغر سناً، وقال لشبكة «سي إن إن» «أعتقد أن الوقت قد حان لتمرير المشعل إلى جيل جديد». ودعا مانشين إلى «عملية اختيار مفتوحة»، مشيراً إلى أن الحزب يزخر بالطاقات. وأضاف أنه من خلال تراجعه عن الترشح، يمكن لبايدن استخدام الأشهر المتبقية له في منصبه «لتوحيد بلادنا» و«المساعدة في لم الشمل».

وينظر كثيرون إلى نائبة الرئيس هاريس على أنها بديل منطقي.

في هذه الأثناء، يعارض بعض الجمهوريين تغيير المرشح الديمقراطي في هذا الوقت المتأخر. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن الديمقراطيين سيواجهون «عقبات قانونية» في بعض الولايات وسيواجهون «مشكلة حقيقية».

وسيكون الحزب الديمقراطي أمام مقامرة تاريخية إذا لجأ إلى نائبة الرئيس هاريس لخوض سباق الرئاسة بدلاً من بايدن.

فعلى مدار تاريخ الديمقراطية في بلادهم الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأمريكيون سوى رئيس أسود واحد فقط ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأمريكية.

وسوف تواجه هاريس تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى ثلاثة أشهر تقريباً للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها. إلا أن عدداً كبيراً من الديمقراطيين متحمسون لفرصها.

هاريس (59 عاماً) أصغر من ترامب بنحو عشرين عاماً، وهي من قادة الحزب فيما يتعلق بحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سناً وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين.

ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماس هؤلاء الناخبين وستعزز دعم السود، وسوف تكون مناظراتها قوية مع ترامب. ويقولون إن ترشح هاريس سيأتي على النقيض تماماً من المرشح الجمهوري ترامب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء. وأضافوا «هذا بالنسبة لنا يعكس ماضي أمريكا. في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أمريكا ومستقبلها».

وفي منافسة افتراضية، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/ إبسوس في 15 و16 يوليو تعادل هاريس وترامب بحصول كل منهما على تأييد 44 في المئة من الناخبين. ورغم تراجع شعبية هاريس، فإنها أعلى من معدلات تأييد بايدن.

المصدر: صحيفة الخليج

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).